كان من الغريب في التدريب
كان من الغريب في التدريب
كان من الغريب في التدريب أن أبدى الشباب وعيًا بقضايا النساء عكسوه من خلال التدريب،
فقد أبدوا رفضهم لمواضيع مثل: العنف ضد المرآة، والزواج المبكر، والتمييز بين الجنسين..
و إعطائهم الكثير من الأمثلة الواقعية من قريتهم والتي تؤكد خطورة هذه المشاكل ورفضهم
لها، بينما كنت أشعر عكس ذلك حين ألتقيت بالفتيات اللاتي كن يتحدثن عن الرجل كسبب
رئيسي فيما وصل إليه وضع المرأة غير المرضي عنه في القرية. ولا زلت أربط هذا
بالموقف الأول لليوم الأول لتدريب الشباب، والذي لم يقتنع به الشباب بأن مثل هذا الموضوع
يمكن أن يُستهدف فيه الشباب، فهو للفتيات ومن الأفضل الحديث معهن وحدهن! .
مع كل ما أحاط بالتدريب من ملاحظات إلا أنني اعتبره تجربة جيدة وخبرة أضيفت إلى
رصيدي الشخصي، وخاصة تدريب الشابات الذي زاد من شعوري بحاجة المرأة الفلسطينية
لمن يسمعها ويعزز ذاتها ويعطيها الثقة بنفسها لتتحدث عن تجاربها و يشاركها مشاكلها .
أما في منطقة المواصي: ( خانيونس )
فقد حضر التدريب ٣٠ شاب وشابة ( ١٣ ) شاب تتراوح أعمارهم ما بين ( ١٨ ٢٠
) سنة، ( ١٧ ) شابه.. تتراوح أعمارهن ما بين ( ١٦ ١٨ ) سنه جميعهن من المرحلة الثانوية
من منطقة خانيونس. تم تدريبهم في أحد فصول مدرسة (جرار القدوة) . كان هذا التدريب
ممتعا بالنسبة للشباب /ات كما كان كذلك بالنسبة لي، فهو كما ذكرت سابقا خروج عن نمط
التعليم الرسمي ( المدرسي) اعتمد على الأنشطة والتمارين الهادفة التي أظهرت قدرة
الشاب/ات على المشاركة والحوار والنقاش . وكم كنت سعيدة كمدربة حين عرفت بأن
التدريب مشترك، أي الإناث والذكور في تدريب مشترك، وذلك لأنه سيتيح فرصة للتعرف
على آراء كلا الطرفين ووجهات نظرهم /هن كل طرف أمام الآخر، إلا أنني و بعد بدء
التدريب بدأت أتحسس هذا الخجل من البنات في الحديث عن أنفسهن و معاناتهن أمام
الذكور، خاصة وأنهن يعانين داخل المدرسة من زملائهن الذكور الذين يتواجدون معهن في
نفس الفصل ، فهن من جهة يخشين مواجهتهم، و الشباب مهيؤون من جهة أخرى للرد على
كل ما يذكر فيه اسمهم أو ما يلمح حتى بذلك .
لم أستغرب كثيرًا مما حدث فهو متوقع أن يحدث لفتيات يمكن أن تكون هذه هي المرة
الأولى التي يجدن من يسألهن عن أنفسهن و معاناتهن ، و لربما من يتيح لهن مثل هذه
الفرصة في المدرسة ، خاصة بعد اطلاعي على وضع المدرسة و سماعي عن بعضٍ من
سياستها، فيمكنني أن أقول نعم هؤلاء الفتيات لا يجدن من يسمعهن و يعبرن له عن مشاكلهن
و رأيهن و لربما أكثر من ذلك في بيوتهن. كما شعرت بأن هؤلاء الفتيات ربما لا يرغبن أن
يظهرن أمام زملائهن الذكور إنهن يعانين، و لديهن مشاكل، بدليل أن البعض منهن فضل أن
يكون تدريبهن منفص ً لا عن الشباب.
أضف تعليق