Header Ads

فما كان لي


فما كان لي



فما كان لي إلا أن استمع لهن في الاستراحة لأعرف وجهة نظرهن أكثر ، كما و أن هذه
الملاحظات بدأت تزول تدريجيًا بعد أيام من التدريب بفعل تشجيعهن المستمر على الحديث
وإتاحة الفرصة لهن خلال التدريب.
و رغم هذا كله فقد كان التدريب مشوقًا يسوده النشاط والحيوية، رغم أنه يبدأ بعد نصف يوم
دراسي، الطرفان يتحدثان عن وجهة نظرهما، الآراء تطرح بوضوح ، و خاصة من قبل
الشباب الذين يتحدثون و يطرحون آراءهم بلا حرج و دون إكتراث لمشاعر الطرف الآخر .
تدريب نوعي مميز بكل ظروفه، من بداية تحركي نحو مواصي خانيونس حتى انصرافي
منها. فدخول المواصي حكاية لوحدها ، تستلزم تصريحًا للدخول ووقوفًا على حاجز
المواصي حكاية أخرى. الجندي ينادي علىّ وزميلتي بصوتٍ عالٍ لأننا لم نقف ضمن المئات
الذين يقفون عند الحاجز .مناداة وتوبيخ ، انتظار وأسئلة استفزازية لمزيد من الاستفسار ،
رمي للهويات وتعليقات مزعجة.
اعتادوا علينا في هذه الأيام الخمسة حتى لدرجة أنهم كانوا يغنون بمجرد رؤيتنا. أنه وضع
لايمكن احتماله بأعينك، معاناة أهالي المواصي و تعليقاتهم المحرجة التي تنم عن ضيق
الحال (هاتين الصبيتين اللواتي يدخلن قبلنا صحافة، أجانب خذونا معاكو ) وداخل المواصي
لم يعتد الناس على أحد غريب ، وفي المدرسة فنحن في نظرهم إما زوارًا وإما أجانب أو
مقدمي معونات. باختصار ( الرجل الغريبة معروفة كما يقولون ) لمست معاناة المواصي
وأكثر معاناة الشباب /ات في الحركة داخل المواصي حين الذهاب للمدرسة وفي حضور
المدرسين، وأكثر فأكثر معاناة الفتيات اللواتي يعانين فوق المعاناة العامة للجميع، معاناة
خاصة بهن كفتيات ، فهنَّ يعانين التمييز داخل وخارج المدرسة، ممنوع عليهن التجول في
ساحات المدرسة، ممنوع عليهن الجلوس في المقاعد الأولى للفصل فهي للذكور ، يخشين
البوح بمشاكلهن لإدارة المدرسة فمن سيسمعهن أو يعي مشاكلهن .
لم نتمكن من متابعة التدريب مع الفئة وتحسس التغيرات، لعدم القدرة على دخول المنطقة
ثانية، إلا أنني أشعر بأنه ساهم في تغيير و جهة نظر الشباب تجاه البنات، وأعطى نوعا من
الدعم للفتيات، و هذا ما برز في الأيام الأخيرة للتدريب من طريقة حديث الشباب عن

ليست هناك تعليقات