Header Ads

الفصل الأول: نظريات التغير الاجتماعي




الفصل الأول: نظريات التغير الاجتماعي

صعوبة د ا رسة التغير الاجتماعي:
تأتي صعوبة د ا رسة التغير الاجتماعي من أن المجتمعات الإنسانية لا تسير على وتيرة واحدة في
تغيرها، ولا بطريقة متشابهة مع بعضها، فلكل مجتمع ظروفه الخاصة التي تميزه عن غيره من المجتمعات
الأخرى، تلك الظروف المتعلقة بنظامه الاجتماعي والثقافي بوجه عام.
وتأتي صعوبة د ا رسة التغير الاجتماعي من جانبين هما:
1 طبيعة الظاهرة الاجتماعية المدروسة.
2 موقف الباحث من الظاهرة المتغيرة.
وتأتي صعوبة د ا رسة الظاهرة الاجتماعية للأسباب التالية:
1 طبيعة تعقد الظاهرة الاجتماعية، نظ ا ر لتأثيرها وتأثرها بظواهر طبيعية واجتماعية على حد تعبير
ابن خلدون ودور كايم، فد ا رسة ظاهرة التعاون أو الص ا رع في المجتمع تستدعي د ا رسة ظواهر اقتصادية
وسياسية وغيرها، فضلا عن كون الظاهرة الاجتماعية مت ا ربطة مع غيرها بالأمر الذي يؤدي إلى صعوبة
فصلها ود ا رستها بشكل منعزل عن الظواهر الأخرى.
2 صعوبة إخضاع الظاهرة إلى القياس الدقيق، لأنها متعلقة بمجتمع بشري متغير متباين العواطف
والميول، والدوافع والاستجابة للمؤث ا رت الخارجية.
3 بناء على الصعوبة السابقة، يترتب عليها صعوبة إعادة إج ا رء التجربة مرة أخرى، لأن الظاهرة
تكون قد تغيرت، فالتغير صفة أساسية من صفات الظاهرة الاجتماعية، رغم أن التجريب أمر مهم من
أجل صياغة القوانين والنظريات، والتأكد من صحة النتائج.
4 صعوبة حصر الفروض التي تعلل تغير الظاهرة الاجتماعية، فضلا عن صعوبة الفصل بينهما،
أو تصنيفها، أيهما أساسي وأيهما ثانوي وما إلى ذلك.
أما الصعوبة الثانية في د ا رسة التغير الاجتماعي فتأتي عن طريق موقف الباحث من الظاهرة
المتغيرة، وذلك للأسباب التالية:
1 موقع الباحث من الظاهرة المدروسة، فالنظ رة إليها تختلف من شخص لآخر، وذلك حسب موقع
الشخص الملاحظ، لأن هذا الذي يلاحظ المجتمع شبيه بالملاحظ للعالم الطبيعي، حيث يقف دائما في
وضع نسبي من حيث الزمان والمكان، فالذي ي ا ره هو جزء صغير من عالم واسع، فتكون الملاحظة
محدودة، وقد تكون الظاهرة المختارة من عالم المجتمع لا تمثله تمثيلا صادقا، بالإضافة إلى التصو ا رت
-3-
المسبقة التي يصعب التحرر منها، مع ملاحظة أن هذه التصو ا رت قد تكون مستمدة من واقع مجتمعات
مختلفة تماما عن المجتمع المدروس.
2 أيديولوجية الباحث التي تجعله يعطي أحكاما تتماشى مع أفكاره، وهذه الأحكام غالبا ما تكون
مستمدة من أيديولوجيته التي تؤثر في سيكولوجيته ورغباته عموما، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف النظرة
الواقعية إلى الظاهرة المتغيرة 1 .
من هنا، تتطلب د ا رسة ظاهرة التغير أن يتزود الباحث بوسائل البحث العلمي، وأن يتجرد من
العاطفة، وأن يبتعد عن إعطاء الأحكام المسبقة، من أجل إد ا رك الظاهرة المتغيرة وتقديم نتائج صحيحة.

ليست هناك تعليقات