عوامل التغير الاجتماعي
عوامل التغير الاجتماعي:
في الواقع يخضع التغير الاجتماعي لعوامل موضوعية، أي لا يحدث بصورة عشوائية بل وفق
قوانين معينة، وقد لا يكون لها دقة القوانين الطبيعية ولكنها تحمل الصفات العامة للقوانين العلمية، ومن
المعروف أن أغلبية النظريات المهتمة بد ا رسة التغير الاجتماعي، قد انطلقت من العالم الخاص "بالدول
المتقدمة"، وبالتالي فإن هذه النظريات قد استلهمت بصورة أساسية واقع المجتمعات الغربية، الأمر الذي
بقي معه التغير الاجتماعي في أكثر من نصف الكرة الأرضية المجتمعات المتخلفة أو التابعة دون
د ا رسة جادة وموضوعية.
إن النظريات كافة تجمع اليوم، على أن للبلدان المتخلفة مواصفات خاصة ربما تضرب جذ ورها في
الماضي السحيق أسلوب الإنتاج الآسيوي وهذا يفترض أن تحمل عملية التغير الاجتماعي فيها
مواصفات خاصة، إضافة إلى اند ا رجها في المسار العام لقوانين التطور الاجتماعي، وتغليب دور العامل
الموضوعي على العامل الذاتي، ويجب ألا يعني ذلك:
1 أن هناك تعارض اً بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي.
2 الانغماس في نظرة "أحادية" تفسر التغير الاجتماعي تفسي ا ر ميتافيزيقيا يعطي أحد العوامل قوة
"المتغير المستقل"، بينما تأخذ بقية العوامل إن اعترف بها دور التوابع، دون أن يؤخذ في الاعتبار
العلاقة الجدلية بين العوامل المختلفة.
وفي الواقع، يوجد منظو ا رن متماي ا زن إلى عملية التغير الاجتماعي: منظور ميتافيزيقي ينظر إلى
الظاهرة في عزلتها وثباتها، وآخر منظور جدلي ينظر إلى هذه الظواهر في حركتها وتداخلها وعلاقاتها
المتبادلة، وأنه وفق هذا المنظور الجدلي ينتفي أي تعا رض بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي من جهة،
وتنتفي التفسي ا رت الأحادية من جهة أخرى
أضف تعليق