التكنولوجيات
كما أن للاخت ا رعات والاكتشافات العلمية الجديدة المتجددة أثرها الكبير في التغير الاجتماعي مثل
اكتشاف وسائط النقل المتطورة ووسائل الاتصالات والإعلام، فالتغير التكنولوجي له آثار واسعة النطاق
في تحديد شكل ووظيفة المجتمع سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو العم ا رنية، ويرتبط العامل
التكنولوجي ارتباطا قوي اً بالعامل الثقافي، فالثقافة بمعناها الحديث تساوي كل ما أبدعه الإنسان من إنتاج
مادي وروحي، ولما كان الإنتاج المادي مرتبطا بصورة أساسية بالتكنولوجيا، فإن التكنولوجيا تكون على
هذا الأساس جزء لا يتج أ ز من النظام الثقافي في المجتمع.
ويمكن طرح السؤال التالي: هل نشهد دخول البشرية في مرحلة جديدة فريدة في الاكتشافات العلمية؟
لقد اعتبر البشر خلال التاريخ، العلم والتكنولوجيا أداتان مساعدتان للإنسان وتوسيع للقدرة البشرية على
التحكم في الأشياء، ولكن يبدو أن بعض التكنولوجيات توجد بموجب قوانينها الخاصة بها، وعلى نحو
مستقل عن حاجة البشر إليها، ولأغ ا رض ليس لها دخل يستحق الذكر بتوسيع القدرة البشرية. هذه
التكنولوجيات ت ا زحم وتحل محل المعنى والمغزى البشريين.
ومن الأمثلة على ذلك، قيام باحثين في معهد معني بعلم ما يسمى "الإنسان الآلي" وتابع لجامعة
كارنيجي مالن في الولايات المتحدة، باستحداث إنسان آلي سيقوم بحلول عام 2222 "حسب قولهم" بأداء
وظائف كثيرة يمكن للبشر أن يؤدوها، غير أن "الإنسان الآلي" سيؤديها على نحو أفضل، ويقولون إنه
بحلول عام 2232 سيكون هذا "الإنسان الآلي" أشد أشكال الحياة ذكاء على الأرض.
ولا يسعنا إلا أن نسأل عما إذا كان من الممكن في النهاية استحداث إنسان آلي كهذا؟ وما الدافع
و ا رء رغبة أي منظمة في تمويل اخت ا رع "إنسان آلي" كهذا يتفوق أداؤه على أداء البشر ويتفضل بأن يسمح
للجنس البشري بأن يواصل وجوده
أضف تعليق